فصل: تفسير الآية رقم (58):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (55):

{فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)}
{فَمِنْهُمْ مَّنْ ءَامَنَ بِهِ} بمحمد صلى الله عليه وسلم {وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ} أعرض {عَنْهُ} فلم يؤمن {وكفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً} عذابا لمن لا يؤمن.

.تفسير الآية رقم (56):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ بئاياتنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ} ندخلهم {نَارًا} يحترقون فيها {كُلَّمَا نَضِجَتْ} احترقت {جُلُودُهُمْ بدلناهم جُلُوداً غَيْرَهَا} بأن تعاد إلى حالها الأوّل غير محترقة {لِيَذُوقُواْ العذاب} ليقاسموا شدّته {إِنَّ الله كَانَ عَزِيزاً} لا يعجزه شيء {حَكِيماً} في خلقه.

.تفسير الآية رقم (57):

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57)}
{والذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَنُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَداً لَّهُمْ فِيهَا أزواج مُّطَهَّرَةٌ} من الحيض وكلِّ قذر {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} دائما لا تنسخه شمس وهو ظل الجنة.

.تفسير الآية رقم (58):

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}
{إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات} أي ما اؤتمَن عليه من الحقوق {إِلَى أَهْلِهَا} نزلت لما أخذ عليّ رضي الله عنه مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة الحجبي سادنها قسراً لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح ومنعه وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بردِّه إليه وقال (هاك خالدة تَالدة) فعجب من ذلك فقرأ له علي الآية فأسلم وأعطاه عند موته لأخيه (شيبة) فبقي في ولده، والآية وإن وردت على سبب خاص فعمومها معتبر بقرينة الجمع {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ الناس} يأمركم {أَن تَحْكُمُواْ بالعدل إِنَّ الله نِعِمَّا} فيه إدغام ميم (نِعْمَ) في (ما) النكرة الموصوفة أي (نعم شيئاً) {يَعِظُكُمْ بِهِ} تأدية الأمانة والحكم بالعدل {إِنَّ الله كَانَ سَمِيعاً} لما يقال {بَصِيراً} بما يفعل.

.تفسير الآية رقم (59):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى} وأصحاب {الأمر} أي الولاة {مّنكُمْ} إذا أمروكم بطاعة الله ورسوله {فَإِن تَنَازَعْتُمْ} اختلفتم {فِي شَئ فَرُدُّوهُ إِلَى الله} أي إلى كتابه {والرسول} مدة حياته وبعده إلى سنته أي اكشفوا عليه منهما {إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر ذلك} أي الرد إليهما {خَيْرٌ} لكم من التنازع والقول بالرأي {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} مآلاً.

.تفسير الآية رقم (60):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)}
ونزل لما اختصم يهودي ومنافق فدعا المنافق إلى كعب بن الأشرف ليحكم بينهما ودعا اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتياه فقضى لليهودي فلم يرضَ المنافق وأتيا عمر فذكر له اليهودي ذلك فقال للمنافق أكذلك؟ فقال نعم فقتله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطاغوت} الكثير الطغيان وهو كعب بن الأشرف {وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ} ولا يوالوه {وَيُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ ضلالا بَعِيداً} عن الحق.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61)}
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إلى مَا أَنزَلَ الله} في القرآن من الحكم {وَإِلَى الرسول} ليحكم بينكم {رَأَيْتَ المنافقين يَصُدُّونَ} يعرضون {عَنكَ} إلى غيرك {صُدُوداً}.

.تفسير الآية رقم (62):

{فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)}
{فَكَيْفَ} يصنعون {إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ} عقوبة {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} من الكفر والمعاصي أي أيقدرون على الإعراض والفرار منها؟ لا {ثُمَّ جَاءوكَ} معطوف على (يصدّون) {يَحْلِفُونَ بالله إِنْ} ما {أَرَدْنَا} بالمحاكمة إلى غيرك {إِلاَّ إِحْسَاناً} صلحاً {وَتَوْفِيقاً} تأليفاً بين الخصمين بالتقريب في الحكم دون الحمل على مُرِّ الحق.

.تفسير الآية رقم (63):

{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)}
{أُولَئِكَ الذين يَعْلَمُ الله مَا فِي قُلُوبِهِمْ} من النفاق وكذبهم في عذرهم {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} بالصفح {وَعِظْهُمْ} خَوِّفْهُم اللهَ {وَقُل لَّهُمْ فِي} شأن {أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} مؤثراً فيهم أي ازجرهم ليرجعوا عن كفرهم.

.تفسير الآية رقم (64):

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)}
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إلاَّ لِيُطَاعَ} فيما يأمر به ويحكم {بِإِذُنِ الله} بأمره لا ليُعْصَى ويُخَالف {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} بتحاكمهم إلى الطاغوت {جاءُوك} تائبين {فاستغفروا الله واستغفر لَهُمُ الرسول} فيه التفات عن الخطاب تفخيماً لشأنه {لَوَجَدُواْ الله تَوَّاباً} عليهم {رَّحِيماً} بهم.

.تفسير الآية رقم (65):

{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)}
{فَلاَ وَرَبّكَ} (لا) زائدة {لاَ يُؤْمِنُونَ حتى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ} اختلط {بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً} ضيقاً أو شكاً {مّمَّا قَضَيْتَ} به {وَيُسَلّمُواْ} ينقادوا لحكمك {تَسْلِيماً} من غير معارضة.

.تفسير الآية رقم (66):

{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)}
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ} مفسِّرة {اقتلوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخرجوا مِن دياركم} كما كتبنا على بني إسرائيل {مَّا فَعَلُوهُ} أي المكتوب عليهم {إِلاَّ قَلِيلٌ} بالرفع على البدل والنصب على الاستثناء {مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ} من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم {لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} تحقيقاً لإيمانهم.

.تفسير الآية رقم (67):

{وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67)}
{وَإِذَاً} أي لو ثبتوا {لأتيناهم مّن لَّدُنَّا} من عندنا {أَجْراً عَظِيماً} هو الجنة.

.تفسير الآية رقم (68):

{وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}
{ولهديناهم صراطا مُّسْتَقِيماً} قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف نراك في الجنة وأنت في الدرجات العلا ونحن أسفل منك؟ فنزل.

.تفسير الآية رقم (69):

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)}
{وَمَن يُطِعِ الله والرسول} فيما أمر به {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مّنَ النبيين والصديقين} أفاضل أصحاب الأنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق {والشهداء} القتلى في سبيل الله {والصالحين} غير من ذكر {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} رفقاء في الجنة بأن يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم وإن كان مقرّهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم.

.تفسير الآية رقم (70):

{ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)}
{ذلك} أي كونه مع مَنْ ذكر مبتدأ خبره {الفضل مِنَ الله} تفضل به عليهم لا أنهم نالوه بطاعتهم {وكفى بالله عَلِيماً} بثواب الآخرة أي فثقوا بما أخبركم به {وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.

.تفسير الآية رقم (71):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71)}
{ياأيها الذين ءامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ} من عدوّكم أي احترزوا منه وتيقظوا له {فانفروا} انهضوا إلى قتاله {ثُبَاتٍ} متفرّقين سرية بعد أخرى {أَوِ انفروا جَمِيعاً} مجتمعين.

.تفسير الآية رقم (72):

{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72)}
{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطّئَنَّ} ليتأخرنّ عن القتال كعبد الله بن أُبيّ المنافق وأصحابه وجعله منهم من حيث الظاهر واللام في الفعل للقسم {فَإِنْ أصابتكم مُّصِيبَةٌ} كقتل وهزيمة {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَىَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً} حاضراً فأُصاب.

.تفسير الآية رقم (73):

{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}
{وَلَئِنِ} لام قسم {أصابكم فَضْلٌ مِنَ الله} كفتح وغنيمة {لَّيَقُولَنَّ} نادماً {كَأنَ} مخففة واسمها محذوف أي كأنه {لَمْ يَكُنِ} بالياء والتاء {بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} معرفة وصداقة وهذا راجع إلى قوله: {قَدْ أَنْعَمَ الله عَلَىَّ} اعتُرِضَ به بين القول ومقوله وهو {يَا} للتنبيه {لَيْتَنِى كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} آخذ حظاً وافراً من الغنيمة.

.تفسير الآية رقم (74):

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)}
{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله} لإِعلاء دينه {الذين يَشْرُونَ} يبيعون {الحياة الدنيا بالاخرة وَمَنْ يقاتل في سَبِيلِ الله فَيُقْتَلْ} يستشهد {أَو يَغْلِبْ} يظفر بعدوّه {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} ثواباً جزيلاً.

.تفسير الآية رقم (75):

{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)}
{وَمَا لَكُمْ لاَ تقاتلون} استفهام توبيخ أي لا مانع لكم من القتال {فِي سَبِيلِ الله} في تخليص {المستضعفين مِنَ الرجال والنساء والولدان} الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت أنا وأمي منهم {الذين يَقُولُونَ} داعين يا {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه القرية} مكة {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} بالكفر {واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ} من عندك {وَلِيّاً} يتولى أمورنا {واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً} يمنعنا منهم وقد استجاب الله دعاءهم فيسر لبعضهم الخروج وبقي بعضهم إلى أن فتحت مكة وولى صلى الله عليه وسلم عتاب بن أُسيد فأنصف مظلومهم من ظالمهم.

.تفسير الآية رقم (76):

{الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)}
{الذين ءَامَنُواْ يقاتلون فِي سَبِيلِ الله والذين كَفَرُواْ يقاتلون فِي سَبِيلِ الطاغوت} الشيطان {فقاتلوا أَوْلِيَاءَ الشيطان} أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم بالله {إِنَّ كَيْدَ الشيطان} بالمؤمنين {كَانَ ضَعِيفاً} واهياً لا يقاوِم كيد الله بالكافرين.

.تفسير الآية رقم (77):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)}
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ} عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة لأذى الكفار لهم وهم جماعة من الصحابة {وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكاة فَلَمَّا كُتِبَ} فرض {عَلَيْهِمُ القتال إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ يَخْشَوْنَ} يخافون {الناس} الكفار أي عذابهم بالقتل {كَخَشْيَتِ} هم عذاب {الله أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} من خشيتهم له ونصب (أشد) على الحال وجواب (لما) دل عليه (إذا) وما بعدها أي فاجأتهم الخشية {وَقَالُواْ} أي جزعاً من الموت {رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا القتال لَوْلا} هلاَّ {أَخَّرْتَنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ} لهم {متاع الدنيا} ما يتمتع به فيها أو الاستمتاع بها {قَلِيلٌ} آيل إلى الفناء {والآخرة} أي الجنة {خَيْرٌ لّمَنِ اتقى} عقاب الله بترك معصيته {وَلاَ تُظْلَمُونَ} بالتاء والياء تنقصون من أعمالكم {فَتِيلاً} قدر قشرة النواة فجاهدوا.